Books

على حاشية فقة العمران

بسم الله

يمكنك تحميل أخر نسخة من هنا :  https://www.dropbox.com/s/chdia1krmo9t42n/elomran.pdf

https://drive.google.com/file/d/0Bw2zbRO83Gg4aXFoLVl4QUVOcmc/edit?usp=sharing

و تحميل باقي الكتب من هنا https://www.dropbox.com/sh/d9ox5bvtkgi3s8j/AAD-VDdF5UYfaqxG1TzOAEQ0a

نتحدث اليوم عن الفقة و بما ان أغلب الزائرين مهتمين  البناء فلنتكلم عن فقة البناء مراعاة لحال المستمع , فلا نذهب لبلد فيها مجاعة و لا يوجد فيها غني و نتحدث عن الزكاة ,  او مع عصاة و نتحدث عن عدم التشدد و لا ترهق نفسك بقيام اليل و هم اصلا لا يصلون

و تعلم فقه العمران واجب على من يعمل بالعمران ,

فهناك واجب على كل المسلمين علمه مثل الصلاه ,  فاذا اصبح الرجل ذو مال اصبح فرضا عليه معرفه الزكاة

فان اشتغل في الطب وجب عليه ان يعرف قول الشرع في الطب

و ان اشتغل في العمارة وجب عليه ان يعرف قول الشرع و ما يحل و ما يحرم

ديننا و تاريخنا فخر للحضارة البشرية فلماذا نتركه الى غيره , و كأن أجدادهم لم يقعلوا شئ  , و سنكمل طريقهم  ليعلم أبناءنا أن أباءهم وأجدادهم كانوا رجالاً، لا يقبلون الضيم ولا ينزلون أبداً على رأي الفسدة ولا يعطون الدنية أبداً من وطنهم أو شرعيتهم أو دينهم

يقول محمد إقبال :

لَيْسَ  يَخْلُو  زَمَانُ  شَعْبٍ   ذَلِيلٍ        مِنْ    عَلِيمٍ    وَشَاعِرٍ    وَحَكِيمِ
فَرَّقَتْهُمْ   مَذَاهِبُ   الْقَوْلِ    لَكِنْ        جَمَعَ الرَّأْيَ مَقْصِدٌ فِي  الصَّمِيمِ:
عَلِّمُوا اللَّيْثَ جَفْلَةَ الظَّبْيِ وَامْحُوا        قِصَصَ الْأُسْدِ فِي الْحَدِيثِ الْقَدِيمِ
هَمُّهُمْ    غِبْطَةُ     الرَّقِيقِ     بِرِقٍّ        كُلُّ    تَأْوِيلِهِمْ    خِدَاعُ     عَلِيمِ


فقه العمران مجموعة القواعد الفقهية التي تراكمت بمرور الزمن نتيجة لاحتكاك حركة العمران والمجتمع كلاهما ببعض ونشوء تساؤلات اجاب عنها الفقهاء، هذه القواعد مرجع عند الاختلاف . من كتب الفقه التي اهتمت بأحكام البناء كتاب “الإعلان بأحكام البنيان” لابن الراميالمتوفى سنة 734هـ· أول من سجل قواعد فقه العمارة من الفقهاء ابن عبد الحكمٍٍ الفقيه المصري المتوفى سنة 214 هـ/829م في كتابه «البنيان».

و قد اهتم المسلمون بالعمارة و الزخرفة و الخط نظرا لكلام الفقهاء في تحريم رسم ما به صور

 الناقد الفرنسي هنري فوسيون (H. Faucillon)  قال: “ما أخال شيئًا يمكنه أن يجرِّد الحياة من ثوبها الظاهر، وينقلنا إلى مضمونها الدفين مثل التشكيلات الهندسية للزخارف الإسلامية؛ فليست هذه التشكيلات سوى ثمرة لتفكير قائم على الحساب الدقيق، قد يتحول إلى نوع من الرسوم البيانية لأفكار فلسفية ومعانٍ رُوحية. غير أنه ينبغي ألاَّ يفوتنا أنه خلال هذا الإطار التجريدي تنطلق حياةٌ متدفِّقة عَبْرَ الخطوط، فتؤلّف بينها تكوينات تتكاثر وتتزايد، متفرِّقة مَرَّة ومجتمعة مَرَّات، وكأن هناك رُوحًا هائمة هي التي تمزج تلك التكوينات وتُبَاعِدُ بينها، ثم تُجَمِّعُهَا من جديد، فكلُّ تكوين منها يَصْلُح لأكثرَ من تأويل، يتوقَّفُ على ما يُصَوِّبُ عليه المَرْءُ نظرَه ويتأَمَّلُه منها، وجميعها تُخْفِي وتكشف في آنٍ واحد عن سِرِّ ما تَتَضَمَّنُه من إمكانات وطاقات بلا حدود”   ثروت عكاشة: القيم الجمالية في العمارة الإسلامية ص39.

فهذا قليل من كثير و مفاتيح مواضيع فان كان من خير فمن الله و ما كان من خطأ فمني و من الشيطان وهذا جهد المقل و ان رأينا ما هو أفضل ذهبنا اليه

رسم قديم للمدينة المنورة.
بداية العمران الاسلامي هو بوصول الرسول الى المدينة فقد اصبح هناك دولة اسلامية و ابتدأ المسلمون بناء المسجد و شق الطرق
و من نظام تخطيط المدينة تم تخطيط   البصرة في 633 والكوفة في 638 والفسطاط في 642 والقيروان في عام 665 ميلادي
العمران مهم لقيام الدولة
يقول ابن الازرق في كتابه  “بدائع السلك في طبائع الملك” : “ان الدولة والملك والعمران بمنزلة الصورة والمادة، وهو الشكل الحافظ لنوعه لوجودها، وانفكاك أحدهما عن الاخر غير ممكن على ما تقرر عند الحكماء، فالدولة دون العمران لا تتصور، والعمران دونها متعذر، وحينئذ فاختلال احدهما مستلزم لاختلال الاخر، كما أن عدمه مؤثر في عدمه”. “وتقرر عند الحكماء : الملك بالجندن والجند بالمال، والمال بالعمارة..

قسم الفقهاء احكام البنايات إلى أربعة اقسام رئيسية هي:

1. البناء الواجب: مثل بناء المساجد لتقام فيها الصلوات، وبناء الحصون والاربطة للدفاع عن ديار المسلمين (يأثم المسلمون ان لم يقوموا بها ).

‏ بعد دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، بركت ناقته عند موضع مسجده، وهو يومئذ مكان يصلي فيه رجال من المسلمين، وكان مربدا لسهل وسهيل، وهما غلامان يتيمان من الأنصار .. فسام رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه فقالا : نهبه لك يا رسول الله ، فأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ابتاعه منهما ، وكان فيه شجر غرقد ونخل وقبور للمشركين، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقبور فدرست، وبالنخيل والشجر فقطعت، وصفت في قبلة المسجد، وجعل طوله مما يلي القبلة إلى مؤخرته مائة ذراع، وفي الجانبين مثل ذلك أو دونه، وجعل أساسه قريبا من ثلاثة أذرع، ثم بنوه باللبن، وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يبني معهم، وينقل اللبن والحجارة بنفسه، ويقول:‏

‏(اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة، فاغفر للأنصار والمهاجرة).‏

 ثبت في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ” من بنى مسجداً يبتغي به وجه الله بنى الله له بيتاً في الجنة ” متفق عليه . 

 يقول ابن عبد الحكم : “كان عمال الوليد بن عبد الملك كتبوا اليه أن بيوت الاموال ضاقت من مال الخمس، فكتب اليهم ان ابنوا المساجد”

وقد نظم السيوطي في أبيات فقال :

إذا مات ابن آدم ليس يجري *** عليه من فعال غير عشرِ
علومٌ بثها , ودعاء نَجْلِ *** وغرس النخل , والصدقات تجري
وراثةٌ مصحفٍ , ورباط ثغر *** وحفر البئر , أو اجراءُ نهرِ
وبيتٌ للغريب بناه يأوي *** إليه , أو بناءُ محلِ ذكر ِ

2. البناء المندوب: كبناء المنارات والتي تندب للأذان وبناء الاسواق، حيث يحتاج الناس للسلع. ولكي لا يتكلفوا عناء البحث عنها، فندب الشرع لذلك بناء الاسواق لكي يستقر بها اصحاب السلع، ويسهل للناس شراؤها منهم.

‏ حدد صلى الله عليه وسلم موضع السوق، لعلمه أن الاستقرار لا يقوم إلا به، فهو مصدر التكسب والتجارة والحرف، روى الطبراني من طريق الحسن بن علي بن الحسن بن أبي الحسن أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إني نظرت موضعا للسوق أفلا تنظرون إليه؟ قال : “بلى”، فقام معه حتى موضع السوق، فلما رآه أعجبه وركض برجله، وقال : (نعم سوقكم هذا، فلا ينقصن ولايضربن عليكم خراج).‏

و كان المسجد يخطط مركزيا

 روى جابر بن أسامة قال: لقيت رسول الله بالسوق في أصحابه فسألتهم أين يريد، فقالوا: اتخذ لقومك مسجدا، فرجعت فإذا قومي فقالوا خط لنا مسجدا وغرز في القبلة خشبة.

‏ كما أقر الإسلام الأسواق التي تبايع الناس بها في الجاهلية، فعن ابن عباس قال : كانت عكاظ ومجنة وذو المجاز أسواقا في الجاهلية، فلما كان الإسلام تأثموا من التجارة فيها، فأنزل الله تعالى : (ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم) (البقرة : 198) .‏

 روى البزار في مسنده من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( سبع يجري للعبد أجرهن وهو في قبره بعد موته :من عَلّم علماً, أو أجرى نهراً , أو حفر بئراً , أو غرس نخلاً , أو بنى مسجداً , أو ورّث مصحفاً , أو ترك ولداً يستغفر له بعد موته )) [ حسنه الألباني رحمه الله في صحيح الجامع برقم :3596].

3. البناء المباح: مثل بناء المساكن التي تبنى بهدف الاستغلال، فمن المعروف ان الشريعة جاءت لحفظ المقاصد الخمس: الدين، النفس، المال، العرض والنسل، والله جعل أسباباً مادية يقوم بها البشر، كي يحققوا تلك المقاصد، ومن هذه الأسباب بناء المساكن والدور ليحفظ فيها الناس انفسهم واموالهم واعراضهم، وتقوم فيها الأسر.

 (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ ۙ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا )

قوله تعالى { ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج ولا على أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم أو بيوت آبائكم أو بيوت  أمهاتكم أو بيوت إخوانكم أو بيوت أخواتكم أو بيوت أعمامكم أو بيوت عماتكم أو بيوت أخوالكم أو بيوت خالاتكم أو ما ملكتم مفاتحه أو صديقكم ليس عليكم جناح أن تأكلوا جميعا أو أشتاتا فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تعقلون } .

( ياأيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحيي منكم والله لا يستحيي من الحق وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم كان عند الله عظيما ( 53 ) )

يقول ابن القيم الجوزية : (لما علم صلى الله عليه وسلم أنه على ظهر سير، وأن الدنيا مرحلة مسافر ينزل فيها مدة عمره، ثم ينتقل عنها إلى الآخرة، لم يكن من هديه ولا هدي أصحابه، ومن تبعه، الاعتناء بالمساكن وتشييدها وتعليتها وزخرفتها وتوسيعها، بل كانت من أحسن منازل المسافر، تقي الحر والبرد، وتستر عن العيون، وتمنع من ولوج الدواب، ولا يخاف سقوطها لفرط ثقلها، ولا تعشش فيها الهوام لسعتها، ولا تعتور عليها الأهوية والرياح المؤذية لارتفاعها، وليست تحت الأرض فتؤذي ساكنها، ولا في غاية الارتفاع عليه، بل وسط، وتلك أعدل المساكن وأنفعها، وأقلها حرا وبردا، ولا تضيق عن ساكنها فينحصر، ولا تفضل عنه بغير منفعة ولا فائدة فتأوي الهوام في خلوها، ولم يكن فيها كنف فتؤذي ساكنها برائحتها، بل رائحتها من أطيب الروائح ، لأنه كان يحب الطيب، ولا يزال عنده، وريحه هو من أطيب الرائحة، وعرقه من أطيب الطيب، ولم يكن في الدار كنيف تظهر رائحته، ولا ريب أن هذه من أعدل المساكن وأنفعها، وأوفقها للبدن، وحفظ صحته)

، قال الكتاني في التراتيب : (ثم بنى صلى الله عليه وسلم مساكنه إلى جنب المسجد باللبن، وسقفها بجذوع النخل والجريد، وكان محيطها مبنيا باللبن، وقواطعها الداخلة من الجريد المكسو بالطين والمسوح الصوفية، وجعل لها أبواب ونوافذ متقنة للتهوية، داعية إلى السهول في الدخول والخروج وخفة الحركة، مع وفر الزمن والسرعة إلى المقصد) 

نموذج لما كان عليه منزل الرسول والصحابة والمسجد النبوي بعد الهجرة إلى المدينة.

4. البناء المحظور: كبناء دور السكر ودور البغاء والبناء على المقابر وفي أرض الغير.

سؤال هل العمارة الاسلامية لها شكل محدد ؟؟؟

لا طبعا لان العمارة الاسلامية امتدت شرقا و غربا شمالا و جنوبا , فترة طويلة من التاريخ

و اعتمد الفقهاء على اية (خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين) 

العرف هو ما تعارف عليه اهل المكان و سكان القرية او المدينة

و  حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : (ما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن)

المهم العمل بالمبادئ مثل (لا ضرر و لا ضرار – حسن الجوار – تجنب الخلطة –  ………..)

 (لاضرر ولا ضرار) (رواه أحمد وابن ماجه)

القواعد الفقهيه في الضرر

– الضرر يزال
– الضرر لا يزال بمثله.
– الضرر الأشد يزال بالضر الأخف.
– الضرر لا يكون قديما.
– يحتمل الضرر الخاص لدفع ضرر عام.
– الضرر يدفع بقدر الإمكان.
وقد استوعب ابن عاصم في تحفة الأحكام (باب الضرر وسائر الجنابات) بعضا من وجوهه حيث قال في أولها:
ومحدث ما فيه للجار ضرر
محقق، يمنع من غير نظر
كالفرن والباب ومثل الأندر
أو ما له مضرة بالجدر
وما بنتن الريح يؤدي يمنع
فاعله…..

 كتب والي مصر إلى عمر بن الخطاب في رجل أحدث غرفة على جاره ففتح فيها كوة، فكتب إليه عمر: >أن يوضع وراء تلك الكوة سرار يقوم عليه رجل، فإن كان ينظر إلى ما في الدار منع من ذلك وإن كان لا ينظر لم يمنع

و قد سأل الإمام سحنون الإمام ابن القاسم : (أرأيت الرجل يريد أن يفتح في جداره كوة أو بابا يشرف منهما على جاره، فيضر ذلك بجاره، والذي فتح إنما فتح في حائط نفسه، أيمنع من ذلك في قول مالك؟ قال : بلغني عن مالك أنه قال : ليس له أن يحدث على جاره ما يضره، وإن كان الذي يحدث في ملكه)

اما لو كانت موجودة فلا يجبر على ازالتها  ففي المدونة الكبرى : (أرأيت إن كانت له على جاره كوة قديمة، أو باب قديم ليس فيه منفعة، وفيه مضرة على جاره، أيجبره أن يغلق ذلك عن جاره؟ قال : لا يجبره على ذلك، لأنه أمر لم يحدثه عليه)

سئل الإمام ابن القاسم عن “جدار بين دار رجل و دار جاره مال ميلا شديدا حتى خيف انهدامه أترى للسلطان إذا شكا ذلك جاره وما يخاف من أذاه و ضرره أن يأمر صاحبه بهدمه؟ قال: نعم، واجب عليه أن يأمره بهدمه “

تقديم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة عند التعارض:  ” أن حدادا ابتنى كيرا في سوق المسلمين… فمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه فرآه، فقال لقد انتقصتم السوق ثم أمر به فهدمه “

“أن الرجل يكتري الحانوت من الرجل ولم يسم له ما يعمل فيها و عمل فيها الحدادة أو القصارة أو الطحانة…قال ابن القاسم: إذا كان ذلك ضررا على البنيان أو فسادا للحانوت فليس له أن يعمله “

وضعف العلماء حديث:”ولا تستعل عليه بالبناء فتحجب عنه الريح إلا بإذنه وإذا اشتريت فاكهة فأهد له فإن لم تفعل فأدخلها سرا ولا يخرج بها ولدك ليغيظ بها ولده ولا تؤذه بقتار قدرك إلا أن تغرف له منها” و الاقرب انه ليس من كلام الرسول و انما من كلام الحكماءو الفقهاء

 

‏ وسكان مدينة رشيد في العصر العثماني، على سبيل المثال، اعتادوا إذا كان للمنزل واجهتان على شارعين، أن يوضع باب المنزل في الشارع الأكثر خصوصية، وهو الشارع الجانبي الذي يرتاده مارة أقل عددا.‏

–و من المنهي عنه الترف و الزخرفة الخارجة عن الحد و البناء لغير حاجة  : (أتبنون بكل ريع آية تعبثون ) (الشعراء : 128 -129). (وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين) (الشعراء : 149).‏

و حمل العلماء حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم  : (( إذا أراد الله بعبدٍ شراً أخضر له اللبن والطين حتى يبني ))  انه ما كان للفخر  والكبر , اما أن كان لحاجه فلا بأس

فأجاز العلماء ان تبني أعلى من سبعه أذرع ارتفاعا لحاجه و ان تكون بعيده عن الكعبه حتى تظل الكعبه اعلى مما حولها , و الا ينشغل الطائفين بالمباني العالية و هي قاعدة في البناء عند المباني المقدسة

و منهيى عن البناء لغير الحاجه وكتب عمرو بن العاص الى عمر بن الخطاب : إنا قد اختططنا لك دارا عند المسجد الجامع، فرد عليه ، اني لرجل بالحجاز تكون له دار بمصر !؟ فأمره أن يجعلها سوقا للمسلمين”

فأن كان لفائدة فلا بأس  ( قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة كذلك نفصل الآيات لقوم يعلمون ( 32 ) ) .

وكان عمر بن عبد العزيز يرى : أن المال الذي أنفق على بناء الجامع الاموي لم يكن في موضعه، وأن بيت مال المسلمين قد تأثر بسبب ذلك، فأمر بنزع الجواهر الثمينة، واستغنى بالحبال عن السلاسل الذهبية، التي علقت فيها المصابيح، لكنه لما علم ان بعض سفراء الروم لما زاره استعظمه، واغتاظ من بنائه، وقال : ان من يبني مثل هذا البناء لابد وأن تكون دولته قائمة الى امد طويل، لما علم بذلك ترك ما عزم عليه من نزع نفائسه.

و دعا الاسلام الى الاقتصاد في الاستهلاك . و مثال ذلك مرور رسول الله صلى الله عليه و سلم بسعد بن ابي وقاص و هو يتوضا , فقال له ( لا تسرف في الماء ) . فقال سعد : ” و هل في الماء اسراف ؟ ” قال : ” نعم, و ان كنت على نهر جار”

— مكان مخصص للنساء

—- عدم استقبال الحمام للقبله او استدباره

 عن عطاء الليثي عن أبي أيوب الأنصاري قال:

« قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تستقبلوا القبلة بغائط ولا بول ولا تستدبروها ولكن شرقوا أو غربوا »

قال أبو أيوب: فقدمنا الشام فوجدنا مراحيض قد بنيت نحو القبلة فننحرف عنها ونستغفر الله

-الا تقابل نافذة البيت نافذة الجار و الا يطلع على عوره جاره

 ورد في السنة عن النبي قوله صلى الله عليه وسلم: (من اطلع في بيت قوم بغير إذنهم فقد حل لهم أن يفقئوا عينه )

و هناك احكام حتى للميازيب :  الأحكام الشرعية وتنظيم وضع الميازيب: 

لما كانت المياه المنصرفة من الميازيب تُلقى في الغالب في شبكة الشوارع المحيطة بالمنشأة ما قد ينتج عنه خلافات بين الجيران أو أضرار بالشارع، في ظل التعقيد الشديد لشبكة الطرق الرئيسية والفرعية وكثرة تعرجها وضيق دروبها، فيلجأ فيها إلى القضاء والفقهاء، وبالرجوع للأحكام الفقهية المتعلقة بشبكة الطرق في المدن الإسلامية، يتضح أنها لم تغفل ذلك بل نظَّمت إنشاء هذه الميازيب، فشرعت بجواز إنشائه في الطريق النافذ ما دام لا يضر بالعامة ولا يملك أحد منعه، مستندة إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم نصب ميزابًا في دار العباس رضي الله عنه (أبو حامد المقدسي، الفوائد النفيسة الباهرة في بيان حكم شوارع القاهرة ، ص 22).

وذهب إلى ذلك الشافعية والمالكية، واشترطت المالكية رفعه عن رءوس المارين رفعًا بينًا، وذهب أبو حنيفة في القول الصحيح والمذهب عند الحنابلة وبعض المالكية إلى أنه لا يجوز أن يخرج العامة ميزابًا ولو لم يضر بالعامة ما لم يأذن بذلك الإمام أو نائبه (إبراهيم بن محمد الفائز، البناء وأحكامه في الفقه الإسلامي، رسالة دكتوراه، المعهد العالي للقضاء، جامعة الملك محمد بن سعود 1985م، ص 475 : 477)، وفي الشوارع الضيقة والغير نافذة وهي الطرق التي يقتصر استعمالها على أصحابها والتي تفتح أبواب منازلهم عليها ولكون هذه الطرق من نوعية الطرق الخاصة فللأحكام الفقهية فيها مذهبان؛ الأول: أنه لا يجوز أن يشرع إلى الطريق غير النافذ أن يخرج ميزابًا أو نحوه مطلقًا إلا بإذن أرباب السكة المشتركين فيها، سواء تضرر أم لا ولا يجوز لغير أهل السكة بلا خلاف. 

 

 

المذهب الثاني: أنه إن لم يضر أهل السكة جاز، وذهب إلى ذلك الإمام أبو حامد من الشافعية. وقال ابن حزم: يجوز ذلك كله من غير قيد أو شرط (إبراهيم بن محمد الفائز، البناء وأحكامه ، ص 486 : 487)، ويذكر أيضًا ابن قدامة في “المُغني”: إنه لا يجوز إخراج الميازيب إلى الطريق الأعظم، ولا يجوز إخراجها إلى درب نافذ إلا بإذن أهله. وقال أبو حنيفة ومالك والشافعي يجوز إخراجه إلى الطريق الأعظم؛ لأن عمر رضي الله عنه اجتاز على دار العباس وقد نصب ميزابًا على الطريق فقلعه، فقال العباس تقلعه وقد نصبه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده؟ فقال: والله لا نصبته إلا على ظهري وانحنى حتى صعد على ظهره فنصبه، وما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم فلغيره فعله ما لم يقم دليل على اختصاصه به؛ ولأن الحاجة تدعو إلى ذلك، ولا يمكنه رد مائه إلى الدار؛ ولأن الناس يعملون ذلك في جميع بلاد الإسلام من غير نكير، ولنا أن هذا تصرف في هواء مشترك بينه وبين غيره بغير إذنه فلم يجز، كما لو كان الطريق غير نافذ؛ ولأنه يضر بالطريق وأهلها، فلم يجز كبناء دكة فيها أو جناح يضر بأهلها، ولا يخفى ما فيه من الضرر، فإن ماءه يقع على المارة وربما جرى فيه البول أو ماء نجس فينجسهم، ويزلق الطريق ويجعل فيها الطين، والحديث قضية في عين، فيحتمل أنه كان في درب غير نافذ، أو تجددت الطريق بعد نصبه، ويحتمل أن يجوز ذلك؛ لأن الحاجة داعية إليه، والعادة جارية به، مع ما فيه من الخبر المذكور (ابن قدامة (موفق الدين عبد الله بن أحمد) المغني، ج 4، الطبعة الأولى، دار إحياء التراث، القاهرة 1985م).

اما كيفية البناء فلا الزام

مثلا مادة البناء لك حرية استخدام المواد و لا الزام بمادة محدده

وقد وصف الشيخ عبد الحي الكتاني، في كتابه : “نظام الحكومة النبوية، المسمى بالتراتيب الإدارية والولايات الدينية” ، طريقة بناء اللبن في حوائط المسجد النبوي، مشيرا إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم بناه ثلاث مرات، الأولى بالسميط : وهو لبنة أمام لبنة، والثانية بالضفرة : وهي لبنة ونصف في عرض الحائط، والثالثة بالأنثى والذكر : وهي لبنتان تعرض عليهما لبنتان  .. وبذلك نرى اختلاف أسلوب البناء، لما كثر عدد المسلمين، وتمت زيادة مساحة المسجد، مما يدل على أهمية تطويع أسلوب البناء، ليخدم وظيفة المسجد أو أي مبنى آخر، فكلما كثر عدد المستعملين زاد الاهتمام بمتانة البناء.‏

و يجوك ادخال التكنولوجيا الحديثة في المباني و في المسجد فروي القرطبي في المجلد السادس صفحة 274

 عن أبي هند قال : حمل تميم الداري معه من الشام إلى المدينة قناديل وزيتا ومقطا ، فلما انتهى إلى المدينة وافق ذلك يوم الجمعة فأمر غلاما له يقال له أبو البراد فقام فشد المقط وهو بضم الميم وسكون القاف وهو الحبل وعلق القناديل وصب فيها الماء والزيت وجعل فيها الفتل ، فلما غربت الشمس أسرجها ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى المسجد فإذا هو يزهر ، فقال : من فعل هذا ؟ قالوا تميم يا رسول الله ، قال : نورت الإسلام نور الله عليك في الدنيا والآخرة ، …اهـــ  وهو ضعيف كما أشار ابن حجر في الإصابة 4/18

 

و روى صاحب الاستيعاب عن سراج غلام تميم الداري قال: (قدمنا على النبي صلى الله عليه وسلم ونحن خمسة غلمان لتميم الداري- فأمـ ني- يعني تميم- فأسرجت المسجد بقنديل فيه زيت، وكانوا لا يسرجون إلا بسعف النخل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أوقد مسجدنا؟ فقال تميم: غلامي هذا، فقال: ما اسمه؟ فقال: فتح، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم- بل اسمه سراج- فسماني رسول الده صلى الله عليه وسلم سراجا) الاستيعاب على هامش الإصابه 3/131

عناصر العمارة الاسلامية : اهتم  المعماريون المسلمون بعناصر عمارية  تحقق شكل جميل كما تساعد في التهوية التلقائية و نقل الصوت او منعه حسب الحاجه

من هذه العناصر :

 القباب domes/cupolas والقبوات والعقود vaults بمختلف أشكالها (أنصاف الدائرية penannulars، والمدببة pointed arches، والحدوية horseshoe arches، والمفصصة multifoil …)، والأقواس arches والمآذن minarets والمحاريب niches والأروقة porticos، والعناصر الانتقالية للقباب من مثلثات كروية pendentives ومقرنصات stalactites، والفراغات الداخلية المكشوفة، والعناصر المائية fountains فيها، والسُبل المائية الموزعة في أحياء المدن، والفسقيات (البحرات الداخلية)، والأواوين iwans (غرف جلوس ثلاثية الجدران تطل على الفناء)

===مثلا   :فوائد القبة

مما لاشك فيه أن القباب قامت بأكثر من دور وأعطت أكثر من فائدة للمسجد. فإضافة إلى الدور الجمالي في كسر جمود المبني الكبير في بيت الصلاة وتخفيف حدة الكتل الضخمة الصامتة، فللقبة فوق ذلك دور مهم في إيصال الإنارة إلى قلب بيت الصلاة عن طريق الشمس المتغلغلة من النوافذ الكثيرة المحيطة برقبة القبة، حتى قيل: إن نوافذ قباب بعض المساجد صممت لتدخل الشمس كل يوم من طاقة في القبة حسب مطالع شروقها أو غروبها على مدار السنة، وبذلك كان قلب المساجد مضاءً دائمًا متسمًا، بالوضوح عكس معابد الأديان الأخرى.

ومع الإنارة يأتي دور التهوية، فعندما تغطي القبة بيت الصلاة بالمسجد تسحب الهواء الساخن الذي يرتفع إلى أعلى، فيخرج من النوافذ المطلة على الناحية المشمسة، أما النوافذ التي في الناحية الظليلة، فيدخل منها الهواء الرطب البارد مما يفسح المجال أمام التيارات الهوائية الصحية الصافية للتردد على جنبات المسجد طاردة الهواء الفاسد إلى الخارج.

بل إن التحكم بالتهوية والاستفادة من حركة الهواء من خلال نوافذ القباب أوجد الحلول لبعض المشاكل الناتجة عن دخان قناديل الإنارة الليلية في المساجد قديما، فقد استحدث المعماري التركي الشهر سنان في مسجد السليمانية باستانبول فتحات صغيرة تحت القبة في اتجاهات متنوعة ليضمن تيارًا صاعدًا يجذب وراءه الدخان المتصاعد من لبمات الزيت المستخدمة بكثرة للإضاءة… وبذلك حلت مشكلة تراكم (السخام) على النقوش العليا، بل واستفيد من تجميعه عبر الفتحات في صناعة الحبر.

ولا يفوتنا أن ننوه إلى دور القبة في تضخيم الصوت في بيت الصلاة، حتى إن بعض المساجد إذا وقفت في وسطها تحت القبة، وتكلمت بصوت عادي سُمع صوتك بوضوح في جميع أرجاء بيت الصلاة على سعته.. وهذا ما لاحظه المهندسون في مساجد عديدة شهيرة، منها مسجد طوبى بكراتشي، الذي تتجلي فيه هذه الظاهرة بوضوح لكون سطحه كله قبة واحدة.

أهم القباب قبة الصخرة في بيت المقدس وقباب مساجد الأستانة والقاهرة والأندلس و قبَّة المسجد الجامع بالقيروان، ومسجد الزيتونة بتونس، والمسجد الجامع بقرطبة

 ===تقنية الصوتيات المعمارية: أفاد المسلمون من تطبيقات علم الصوتيات (Acoustics) -الذي يَدِينُ بنشأته وإرساء أصوله المنهجية السليمة للمسلمين- في تطوير تقنية الهندسة الصوتية، واستخدامها فيما يُعْرَفُ الآن باسم (تقنية الصوتيات المعمارية)، فقد عرفوا أن الصوت ينعكس عن السطوح المقعَّرة، ويتجمَّع في بؤرة محدَّدة، شأنه في ذلك شأن الضوء الذي ينعكس عن سطح مرآة مقعرة، وقد استخدم التقنيون المسلمون خاصية تركيز الصوت (Focusing of sound) في أغراض البناء والعمارة؛ وخاصة في المساجد الجامعة الكبيرة؛ لنقل وتقوية صوت الخطيب والإمام في أيام الجمعة والأعياد؛ مثال ذلك: مسجد أصفهان القديم، ومسجد العادلية في حلب، وبعض مساجد بغداد القديمة؛ حيث كان يُصَمَّمُ سقف المسجد وجدرانه على شكل سطوح مُقَعَّرَةٍ، موزَّعة في زوايا المسجد وأركانه بطريقة دقيقة؛ تضمن توزيع الصوت بانتظام على جميع الأرجاء.

وإن هذه المآثر الإسلامية الباقية حتى اليوم لخير شاهد على ريادة علماء الحضارة الإسلامية في تقنية الصوتيات الهندسية المعمارية، وذلك قبل أن يبدأ العالم المعروف (والاس ك سابين[4]) حوالي عام (1900م) في دراسة أسباب سوء الصفات الصوتية لقاعة محاضرات في جامعة هارفارد الأمريكية، وتتبُّع سلوك الخواصِّ الصوتية للقاعات وحجرات غُرَفِ الموسيقى[5].

===و الملاقف هي ابراج متصلة بالمباني تستخدم للتبريد, كانت تستخدم في المساجد والمستشفيات على نطاق واسع, ففي العصر العباسي كانت جميع المستشفيات مزودة بالملاقف الهوائية وكذلك أغلب البيوت.

الملقف’ (أو برج الرياح) هو حل طبيعي لمشكلة المناخ في البيئات الحارة مثل المناخات التي طغت على مساحات شاسعة من بلاد الإسلام في العهود التي لا توجد فيها مبادلات حراريةتعمل على الكهرباء. مبدأ عملها هو في واقع الأمر تبادل للحرارة بين الهواء الحار رطب والمياه الباردة التي تُدفق في مسارات (أو قنوات) خاصة تحت ارضية المباني.

وهو برج له منافذ هوائية تعلو واجهات المبنى لسحب الهواء البارد إلى الأسفل ليدخل الحجرات الداخلية في المنزل. فحركة الهواء الخارجية بقمتها يخلق فرق ضغط يساعد أكثر على سحب الهواء من الداخل، وبالتالي فإن وجودها مع المشربية التي تنفتح على الفناء الداخلي يضمنان التجديد المستمر لهواء الحجرات. يعتبر ملقف جامع الصالح طلائع هو أقدم ملقف على حاله الأصلية يليه ملقف المدرسة الكاملية ثم ملقف خانقاه بيبرس الجاشنكير.

ملف:AbAnbarNain2.jpg

فكما تري لسنا نأخذ نقوش فرعونية و نضعها لنقول مبني فرعوني !! و هو مصنوع بدون الفكر او ننصب على المستمع و نقول العلاج النبوي و نجيب أي اعشاب

بل نحن نتكلم عن دراسة العناصر المعماري الاسلامية و نبني منها مع الانفتاح على الحضارات الاخري نأخذ ما يفيد البلاد و العباد

هل يلزم العمل بتخطيط المدينة  المنورة؟؟؟

لا فكل مدينة و كل بناء قد يكون له احتياجات خاصة او يناسبة ما لا يناسب مدينة او بناء اخر , و تصميم المدينة المنورة هو مرجع ننظر الية نأخذ منه ما يناسب  المدينة الجديدة

فالمدن كانت مختلفة حسب الحاجه  مستطيلة كالفسطاط، أو مربعة كالقاهرة، أو بيضاوية كصنعاء او دائرية بغداد . 

الطرق 

يقول سيدنا ابراهيم  : (رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ )

(وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَىٰ عَذَابِ النَّارِ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِي)

عناصر اي مدينة : الأمن (رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا )- الرزق (وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ ) – طرق يأتي منها الناس (فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ ) و لا استمرار الا بشكر النعمة  (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ)

( وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأياما آمنين فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا وظلموا أنفسهم فجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممزق إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور ( 19 ) ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين ( 20 ) ) ( فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا ) فاجعل بيننا وبين الشام فلوات ومفاوز لنركب فيها الرواحل ونتزود الأزواد ، فعجل الله لهم الإجابة . وقال مجاهد : بطروا النعمة وسئموا الراحة .

يحدثنا أبو يعلى الفراء عن تخطيط البصرة فيقول : (وقد مصرت الصحابة البصرة على عهد عمر، وجعلوها خططا لقبائل أهلها، فجعلوا عرض شارعها الأعظم وهو مربدها ستين ذراعا، وجعلوا عرض ما سواه من الشوارع عشرين ذراعا، وجعلوا عرض كل زقاق سبعة أذرع، وجعلوا وسط كل خطة رحبة فسيحة لمربط خيلهم وقبور موتاهم، وتلاصقوا في المنازل، ولم يفعلوا ذلك إلا عن رأي اتفقوا عليه، أو نص لا يجوز خلافه)

القاعدة ان الطريق حق للناس جميعا فلا تضيق عليهم لا الان و لا مستقبلا ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ” من اقتطع من طريق المسلمين أو أفنيتهم شبرا من الأرض طوقه الله يوم القيامة من سبع أرضين “

و قال ابن حبيب المالكي (ت238هـ): “سألت مطرفا وابن الماجشون عن الرجل يبني أبرجة في الطريق ملصقة بجداره هل يمنع من ذلك ويؤمر بهدمها إذا فعل ذلك فقالا لي: نعم ليس له أن يحدث في الطريق شيئا ينتقصه به وإن كان ما أبقى من الطريق واسعا لمن سلكه “

 اختيار مكان المدينة بما يحقق الامن و يكون قريب من الماء و الزرع و هوائها طيب

قال الله تعالى: ﴿ وَاسْأَلْهُمْ عَنْ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ * وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ * فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنْ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ * فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ ﴾ ] الأعراف: 163-166 [ .

‏ يقول ابن الأزرق في كتاب ” بدائع السلك في طبائع الملك “

أن الذي تجب مراعاته في أوضاع المدن، أصلان مهمان: دفع المضار وجلب المنافع. الأصل الأول: أرضية، ودفعها بإدارة سياج الأسوار على المدينة، ووضعها في مكان ممتنع، إما على هضبة متوعرة من الجبل أو باستدارة بحر أو نهر بها، حتى لا يوصل إليها إلا بعد العبور على جسر أو قنطرة، فيصعب منالها على العدو ويتضاعف تحصينها. الثاني: سماوية، ودفعها باختيار المواضع الطيبة الهواء، لأن ما خبث منه بركود أو تعفن، لمجاورته لمياه فاسدة أو منافع متعفنة أو مروج خبيثة يسرع المرض فيه للحيوان الكائن فيه لا محالة، كما هو مشاهد بكثرة. قال ابن خلدون: وقد اشتهر بذلك في قطر المغرب بلد قابس من بلاد الجريد بافريقية، فلا يكاد سكانها أو طارقها يخلص من حمى العفن بوجه. وقد يقال أن ذلك حادث فيها .

. تحقيق: قال: والذي يكشف الحق في ذلك أن الأهوية العفنة أكثر ما يهيئها لتعفن الأجسام وأمراض الحميات: ركودها، فإذا تخللها الريح وتفاشت، وذهب فيها يميناً وشمالاً، خف شأن العفن، ومرض الحيوان منه. والبلد إذا كثر ساكنه، وكثرت حركاتهم، تموج الهواء، وحدث الريح المتخلل للهواء الراكد ولا كذلك إذا بقي الهواء على حالة ركوده بقلة الحركة لخفة الساكن، فإن ضرره بالحيوان كثير، وبلد قابس كانت عند استبحار العمران بإفريقية كثيرة الساكن، فكان ذلك معيناً على تموج الهواء، وتخفيف الأذى منه، فلم يكن منه كثير عفن ولا مرض. وعندما خف ساكنها ركد هواؤها المتعفن بفساد مياهها، فكثر العفن والمرض، هذا وجهه لا غير.

. الأصل الثاني: جلب المنافع والمرافق، وذلك بمراعاة أمور، أحدهما: الماء، كأن يكون البد على النهر أو بازائه عيون عذبة، لأن وجود ذلك يسهل الحاجة إليه وهي ضرورية. الثاني: طيب مرعى السائمة وقربه، إذ لا بد لكل ذي قرار من دواجن الحيوان للنتاج والضرع والركوب. ومتى كان المرعى ضروري لها كذلك، كان أوفر من معاناة المشقة في بعده.
الثالث: قرب المزارع الطيبة، لأن الزرع هو القوت الضروري، وكونها كذلك أسهل في اتخاذه، وأقرب في تحصيله. الرابع: الشعراء للحطب والخشب، فالحطب لعموم البلوى به في وقود النيران والخشب للمباني وكثيراً ما يستعمل فيه ضرورياً وكمالياً. الخامس: وليس بمثابة ما قبله، قربه من البحر لتسهيل الحاجات القاصية من البلاد النائية ولا خفاء أن هذه الأمور تتفاوت بحسب الحاجة، وما تدعو إليه ضرورة الساكن.
تنبيه: قال ابن خلدون: وقد يكون الواضع غافلاً عن نفس الاختيار الطبيعي، وإنما يراعي ما هو أهم على نفسه أو قومه من غير التفاوت لحاجة غيرهم، كما فعله العرب في أول الإسلام في المدن التي اختاطوها بالعراق والحجاز وإفريقيا، فإنهم لم يراعوا فيها إلا المهم عندهم من مراعي الإبل، وما يصلح لها من الشجر والماء المالح، ولم يراعوا الماء ولا المزارع والحطب والمراعي كالقيروان والكوفة والبصرة وسجلماسة وأمثالها. قال: ولهذا كانت أقرب إلى الخراب، لما لم تراع فيها الأمور الطبيعية. إعلام: فما يراعى في المدينة المبنية على البحر أمران: أن تكون في البحري، أي وقت أراد، لا منه من إجابة الصريخ لها، وعدم غناء خفرها المتعودين للدعة في الدفاع. قال: ابن خلدون: وهذا كالإسكندرية من المشرق وطرابلس وبونه وسلا من المغرب. قال: ومتى كانت متوعرة المسالك، وحولها القبائل، بحيث يبلغها الصريخ، تمنعت بذلك من العدو ويئس من طروقها، كما في ستة وبجاية وبلد القل على صغرها.

 ذكر ((القزويني)) في حديثه عن صنعاء مدللا على صحة هوائها أن : ((اللحم يبقى بها أسبوعا لا يفسد)) ، وذكر عن طليطلة أنه : (( من طيب تربتها ولطافة هوائها تبقى الغلات في مطاميرها سبعين سنة لا تتغير)) ، وعندما تحدث عن أصفهان ذكر : أنه لطيب هوائها يبقى بها التفاح غضا سنة ، والحنطة لا تسوس ، واللحم لا يتغي)).

و يقول  ابن أبي الربيع في  “سلوك المالك في تدبير الممالك”، اسس انشاء المدن :‏

أحدها : أن يسوق إليها الماء العذب للشرب، حتى يسهل تناوله من غير عسف.‏

الثاني : أن يقدر طرقها وشوارعها، حتى تتناسب ولا تضيق.‏

يقول ابن الازرق : “تعدد الاعمال من اسباب الكسب، وهو مما يفضي الى وجود الثروة، وينشأ عن ذلك شموخ الملك بنمو الجباية، وصرف ما يفضل منها الى اتخاذ المعاقل والحصون، واختطاط المدن والامصار”

       الثالث : أن يبني فيها جامعا للصلاة في وسطها، ليقرب على جميع أهلها.‏

الرابع : أن يقدر أسواقها بكفايتها، لينال سكانها حوائجهم من قرب.‏

الخامس: أن يميز قبائل ساكنيها، بأن لا يجمع أضدادا مختلفة متباينة.‏ و يراعى في التخطيط التجانس بين السكان , قال  ( ابن أبي الربيع ) ( أنه لا ينبغي أن يكون في المكان الواحد أخلاطٌ سكانية )

السادس: إن أراد سكناها فليسكن أفسح أطرافها، وأن يجعل خواصه كنفا له من سائر جهاته.‏

السابع : أن يحوطها بسور، خوف اغتيال الأعداء، لأنها بجملتها دار واحدة.‏

الثامن : أن ينقل إليها من أهل الصنائع بقدر الحاجة لسكانها

يقول ابن حزم : “يأخذ السلطان الناس بالتجارة، وكثرة الغراس، ويقطعهم الاقطاعات في الارض المواتت ويجعل لكل احد ملك ما عمر، ويعينه على ذلك، لترخص الاسعار، ويكثر الاغنياء..”

يقول بن خلدون “ومتى  زاد العمران زادت الاعمال، ثم زاد الترف تبعا للكسب، وزادت عوائده وحاجاته، فما كان عمرانه من الامصار أوفر، وأكثر، كان حال اهله في الترف أبلغ من حال المصر الذي دونه..”

و جاء في رسالة امير المؤمنين علي بن ابي طالب الى الاشتر النخعي عندما ولاه مصر : (و ليكن نظرك في عمارة الارض ابلغ من نظرك في اسجلاب الخراج …… و من طلب الخراج بغير عمارة اخرب البلاد و اهلك العباد ).

 قال أبو محمد بن حزم : و فرض على الاغنياء من أهل كل بلد أن يقوموا بفقرائهم ، و يجبرهم السلطان على ذلك ، و إن لم تقم الزكوات بهم ، و لا في سائر أموال المسلمين بهم ، فيقام لهم بما يأكلون من القوت الذي لا بد منه ، و من اللباس للشتاء و الصيف بمثل ذلك ، و بمسكن يكنهم من المطر ، و الصيف ، و الشمس و عيون المارة  برهان ذلك قول الله تعالى ( و آت ذا القربى حقه و المسكين و ابن السبيل ) .

و اختيار اماكن المباني

(وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا ۖ فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ)

( واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكانا شرقيا ( 16 ) فاتخذت من دونهم حجابا فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا ( 17 ) قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا ( 18 ) قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا ( 19 ) قالت أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أك بغيا ( 20 ) قال كذلك قال ربك هو علي هين ولنجعله آية للناس ورحمة منا وكان أمرا مقضيا ( 21 ) ) .

 قال ابن خلدون : “وقد يكون الواضع غافلا عن حسن الاختيار الطبيعي، وإنما يراعي ما هو أهم على نفسه أو قومه، من غير التفات لحاجة غيرهم، كما فعله العرب لأول الإسلام في المدن التي اختطوها بالعراق والحجاز وإفريقية، فإنهم لم يراعوا فيها إلا المهم عندهم من مراعي الإبل، وما يصلح لها من الشجر والماء الملح، ولم يراعوا الماء ولا المزارع والحطب والمراعي كالقيروان والكوفة والبصرة وسجلماسة وأمثالها”. قال : “ولهذا كانت أقرب إلى الخراب، لما لم تراع فيها الأمور الطبيعية”.‏

‏ تذكر النصوص التاريخية أنه عندما بلغ عمر بن الخطاب، أن بيت مال المسلمين في الكوفة امتدت إليه أيدي بعض الناس ونقبوا على ما فيه، كتب إلى أميرها سعد ابن أبي وقاص يأمره أن يعيد بناءه قويا متينا، ويجلعه ملاصقا لمسجدها وقال : “اجعل الدار قبلته، فإن للمسجد أهلا بالنهار وبالليل، وفيها حصن لمالهم”

و هناك نظام في تنسيق و ترتيبب المباني في المدينة و في السوق يقول  ابن عقيل في وصفه لبغداد،  : “وكانت أسواق الكرخ، وباب الطاق، لا يختلط فيها العطارون بأرباب الزهائم  والروائح المنكرة، ولا أرباب الأنماط  بأرباب الأسقاط” 

ابرز المهندسين

سنان باشا، وداود أغا و  أحمد آغا، وداود آغا، ويتيم بابا علي،  وسنان الصغير

 أهم المشاريع  المعمارية

هناك الالف المباني الرائعة  في إستانبول بمساجدها والقاهرة بعمائرها الإسلامية وبخاري وسمرقند ودلهي وحيدر أباد وقندهار وبلخ وترمذ وغزنة وبوزجان وطليطلة وقرطبة وإشبيلية ومرسية وسراييفووأصفهان وتبريز ونيقيا والقيروان والحمراء وغيرها من المدن الإسلامية.لكني اختار قليل من كثير

مسجـد شاه زاده

• بنى سنان باشا جامع شاه زاده عام 951هـ / 1544م بأمر من السلطان سليمان القانوني في مدينة إسطنبول تخليداً لذكرى ولده شاه زاده محمد، وقد استغرق بناء هذا الجامع أربع سنوات، أي سنة 955هـ / 1548م.

جامع السليمانية

• يعد جامع السليمانية من أشهر أعمال سنان المعمارية المنجزة في عهد السلطان سليمان القانوني. ففيه قدم سنان تصميماً جديداً وجريئاً أحدث تحولاً هاماً في فن العمارة العثمانية والإسلامية.

• ما أن أنهى سنان الستين من عمره حتى أنجز بناء مسجد السليمانية و استمر في بنائه مدة سبع سنوات (957هـ – 964هـ / 1550م – 1557م)، جاء هذا المسجد تحفة هندسية ونتيجة لخبرة طويلة بعد دراسته لمخطط آيا صوفيا ومعرفة سر وعظمة قبتها، وكشف مكامن الضعف فيها التي عرضتها للتشقق أثناء تعرضها للزلازل، وهو على ربوة عالية مطلة على القرن الذهبي، وأُلحِقَ به دار لإطعام الفقراء ومشفى ومدرسة للطب وحمام ودار للكتاب وأربع مدارس عليا وعدد كبير من الحوانيت، وفي الجهة الخلفية للجامع يوجد مدفن يضم ضريحين، أحدهما للسلطان سليمان وأخر لزوجته، بينما يوضع ضريح سنان باشا الذي شيده بنفسه على مقربة من الجامع.

جامع السليمية .. أعظم أعمال سنان

• وصل سنان إلى القمة في عالم البناء والتشييد في جامع السليمية الذي يعد أعظم ما بني حسب رأي خبراء العمارة، وقد شيده بناء على أمر من السلطان سليم الثاني الذي خلف والده سليمان القانوني في حكم الدولة العثمانية، واختار سنان أعلى ربوة في أدرنة ليقيم عليها الجامع بحيث يمكن مشاهدته من أنحاء المدينة، وبدأ سنان في بنائه سنة (976هـ / 1568م)، وانتهى منه بعد ست سنوات وقد قارب الثمانين من عمره، أي سنة (975هـ / 1574م).

 

• ويقول سنان عن دواعي إبداعه في هذا المسجد: “إن المعماريين الآخرين يقولون إننا متفوقون على المسلمين لأن عالم الإسلام يخلو من قبة عظيمة مثل آيا صوفيا، وإن بناء مثل هذه القبة الضخمة أمر غاية في الصعوبة، وكان لكلامهم هذا تأثيره المؤلم في قلب هذا العبد العاجز (يقصد نفسه)، لذلك بذلت الهمة العالية في بناء هذا الجامع، وبعون الله ثم بتشجيع السلطان سليم خان قمت بإظهار المقدرة، وأقمت قبة هذا الجامع أعلى من قبة آيا صوفيا بستة أذرع وأعمق بأربعة أذرع”.

مراجع

  • “تخطيط وعمارة المدن الإسلامية” للأستاذ خالد محمد مصطفى عزب
  • بدائع السلك في طبائع الملك
  • مقدمة بن خلدون
  •  “نظام الحكومة النبوية، المسمى بالتراتيب الإدارية والولايات الدينية”
  • فقه العمران الإسلامي من خلال الأرشيف العثماني الجزائري تأليف الدكتور الفاضل: مصطفى بن حموش
  • العمارة الإسلامية تاريخ من الجمال والإبداع رضوان طحلاوي
  • القباب من روائع العمارة الإسلامية عبد الله نجيب سالم
  • سنان باشا .. رائد العمارة العثمانية أحمد عبد الحافظ
  • فن العمارة في الحضارة الإسلامية د. راغب السرجاني
  • وثائق في شئون العمران في الأندلس المساجد والدور

Jo Ahmad Architecture

صدقا , موضوع رائع ومعلومات قيمة جدا لكل مُسلم يعتز بتاريخه ويبحث عن المجد في ماضيه , من أجل صُنع مستقبل باهر في كنف الاسلام , معلومات رائعة جدا تثبت أن الاسلام هو شيء كامل ليس كما يُصوره الاعلام الفاسد , الاسلام دين وحضارة وأخلاق واحترام ومراعاة للجار ومراعاة للروح والجسد , هو أسلوب حياة كامل متكامل , والأهم من ذلك هذا الكلام هو رسالة لكل من يطن أن الفقه والشريعة بعيدان عن أمور العمل , من أراد صنع المجد لمستقبله عليه أن يقرأ تاريخه ويستفيد , الحضارة الاسلامية كانت ذو فكر معماري رشيد مراعي لأمور الأمة وأمور الجار , انتقل هذا الفكر السليم من القائد الأعظم محمد – صلى الله على محمد واله وسلم – الى من تبعه من الصحبة والتابعين الى عصور الخلافة العظيمة في بلاد الشام والعراق واليمن وغيرها من أراضي الخلافة , سيدنا مُحمد -صلى الله على محمد – هو الباني الأول للنفس والباني الأول لهذه الأمة , يجب على كل المهندسين الحاليين معرفة هذه الجوهرة وقيمة هذه الجوهرة عبر كل العصور ليس كما يدعي بعض أباطرة الغرب , أننا دين لفترة محدودة ! أرى في هذا المقال معلومات تتحدث عن كل شيء موجود في العمارة الحالية من بناء المساكن البسيطة الى تخطيط المدن وأهم الأمور التي يجب معرفتها .

وفقني ووفقك الله لما يحب ويرضى , وما فيه خير للأمة وصلاحٌ لأهلها .

3 رأي حول “على حاشية فقة العمران

  1. بارك الله فيك وفي جهودك الرائعة النبيلة تستحق الشكر والثناء أخي الكريم .. باحث في الحضارة الاسلامية المعمارية

    إعجاب

التعليقات مغلقة.